المرأة ذلك الكائن المجهول
مقال لشاعر الحياه خالد أمين عارف
المرأة ... تلك الكائن الذي قال الله عز وجل في شأنه :
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
والقائل في شأنـه أيضاً " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَـالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".
المرأة .. تلك الأم وتلك الأخت وتلك الابنة،تلك المخلوق الذي جار عليه البعض وأنصفه البعض والذي نحاول في مقالنا هذا أن نكشف بعض أسراره ،فالمرأة رقيقة بطبيعتها ضعيفة بفطرتها ولهذا تتطلب في معاملتها طبيعة خاصة تخلوا من الشدة أو القسوة إلا في بعض الاستثناءات كما أن معظم النساء يطربن لمدحهن والثناء عليهن ، وتكره المرأة جداً أن يتم تجاهلـها في مجلس وخصوصاً إذا كان هذا المجلس يضم نسـاءً أخريات يلاقين اهتماماً أكثر منها .
وإذا تحدثنا عن الجانب العاطفي للمرأة فسنجد أن المرأة أكثر عاطفة من الرجل بل عاطفتها أضعاف أضعاف عاطفة الرجل فهي إذا أحبت أحبت بملء قلبها وإذا كرهت كرهت بمقدار حبها ، أما إذا تحدثنا عن حبها للجنس الآخر فسنجد أن حيائها وطبيعتها الأنثوية تمنعها من إظهار هذا الحب ،وقد ورد في الأثر أن الملائكة سألت آدم " هل تحب حواء يا آدم ؟"فقال: نعم ،ثم سألت حواء " هل تحبين آدم يا حواء ؟" فقالت لا
وفي قلبها أضعاف أضعاف حبها له ،ولهذا قيل : لو صدقت المرأة في حبها للرجل لصدقت حواء في حبها لآدم.
ولو رجعنا إلى قصة خلق حواء فسنجد أنها خلقت من جنب آدم وهو نائم وهنا السؤال يطرح نفسه "لماذا وهو نائم ؟ سنجد الإجابة أنه في حالة نومه فلن يشعر بآلام خلقها منه أما إذا كان مستيقظاً فلربما إذا استشعر آلام خلقها منه لاستنفر منها أو كرهها ، أما إذا نظرنا إلى المرأة وهي تلد فسنجد أنها تلد وهي مستيقظة ورغم عن ذلك فهي لا تكره وليدها وهذا وإن دل فإنما يدل على قوة عاطفتها.
ومن الجوانب التي يهم التحدث فيها هو كيان المرأة في بيتها فللأسف بعض الرجال لا يشعرون بكيان المرأة في بيتها إذ يعتبرونها كقطعة من أثاث البيت يمكن تحريكها في أي وقت وأي مكان دون الشعور بقيمتها أو أدنى اهتمام بها وهذا خطأ كبير ويعتبر من أهم الأمور التي تؤدي إلى الفتور في جو الأسرة العاطفي فعلى الرجل أن يشعر بكيان زوجته مثلما تشعر به حتى تزداد صلة المودة بينهم.
وبقيت لي نقطة أود التحدث فيها هي مظهر المرأة فلابد للمرأة أن تكون ذات مظهر طيب وجميل ... وكيف يتحقق هذا ؟ تتجه بعض النساء إلي استخدام أدوات التجميل الصناعية وأنا لن أتحدث عن حرمانيتها إذا استخدمت لغير الزوج ولكن سأشير إلى واقعة للسيدة عائشة – رضي الله عنها – حينما سؤلت عن الذي يجعل وجه المرأة جميلاً منيراً فقالت" أن تنظر لوجه ربها كل يوم "فقيل وكيف ؟ فقالت "أن تنظر إلي المصحف كل يوم".
وأود أن أنبه أعزائي القراء إلى نقطة هامة ،يقول "صلى الله عليه وسلم" ما معناه "العين تزني وزناها النظر" وإذا تسائلنا هنا على من يقع النظر فسنجد أنه لن ينظر شخص إلي امرأة بشهوة إلا إذا كانت متبرجة أي أظهرت أحد أو بعض مفاتنها كشعرها أو جزء من جسدها أو ارتدت ملابس كاشفة أو محددة لجسدها ، وإذا توقفنا عند كلمة "الزنا" في الحديث فسنجد أن الزنا لا يقع إلا بوجود طرفين امرأة ورجل ولا يمكن حدوثه بوجود طرف واحد وعلى هذا فإذا كان الناظر إلى المرأة المتبرجة في حكم الزاني فهو هنا أحد الأطراف ،فأين الطرف الآخر ؟
في رأيي فإن المرأة التي أجبر مظهرها هذا الشخص للنظر إليها تعتبر هي الطرف الثاني أي أنها في حكم الزانية أيضاً ، فإذا رضيت إحداهن بهذا الحكم فلتفعل ما تشاء ، ونسأل الله الهداية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع: المرأة ذلك الكائن المجهول 
السبت 01 يناير 2011, 9:54 pm