البُرده الثانية

البردة الثانية
لشاعر الحياة خالد أمين عارف


فــي وصفهــا قـد خاننــي قلمــــي
فما وفـاهــا ولا أوفــى لها كلمـــي
فــي القلــب أمسى حبـّـها وقـــــرا
والعين من حينها سهرى فلم تنــم
يا صـاحب السمع إن العـزّ مرتعنـا
وابن المكارم حين العسر لا يُضَــم
والنفـس إن جلّــت عظــائم ذنبــها
لا يمحون الذنب عنها سوى النـدم
يا ذا المعاصي ليس العزّ في ترفٍ
لا يجلبَـنَّ سوى الأحــزان والألـــم
إن الذنـوب إذا كثــرت لمُـــهلكـــةٌ
سلـفـــت ذنــــوبٌ أهلـكــــت أُمــم
فابحث لنفسك عمّن سوف ينجيها
يوم القيـــامة إن تستعــر بالحِمــم
قــوَّم النـفس فـي دنيـــاك بالــدين
وانـظر بـقلبــك نور الله فــاعتصم
هــذا بـن رامَ خيـــــر مبـعـــــــوثٍ
أجلـــى ضيـــاه كـــآبـــة الظُـلَــــم
لاقـــى اذاءً ممــن ليــس يتبعـــــه
ومن اليهود وممـن عابــد الصنـم
فـرأى الإله بـأن العبـــد محــزونٌ
أوحى إليــه بــأن هيــا لتــبتــســم
حضر البراق مع الجبريل مبتهجا
أن يـا محمـد للإســراء فاستـلــــم
سبحــــان من أســرى بـه ليـــــلا
للمسجد الأقصى من موقع الحـرم
والـى السمــاوات العـُـلا عـرجـــا
علـــم كثيــرا ممـا ليـــس يُعتـلـــم
فــاح العبيــر إذا ما دنـا منـهــــــا
سأل الملائك من ذا يا ترى قُدم؟!
صحبـي محمـد جبـريل يناديــــهم
قد جاء مدعوا من صاحب الكرم
هلّ الملائـــك للمبعـــوث مرحبــةً
والرسل فيــها قـد جاءوا علي قدم
من الدنيــا إلي السبـعاء ترحيبــا
ومعـرفــــة ومـوعـظـة ومغـتنـــم
فيـها صـلاة للإسلام قـد فرضــت
ومن يعتـــــد فــــرض الله يغتنـــم
هــذا محمــد فاعتصموا بسنتـــه
يا من رغبتــــم جنــــــة النعــــــم
صلــوا عليــه وسلمــوا دومــــــا
خيـــــــر البريـــة هـــادى الأمـــم